شهب الأسديات تعود
يعتبر شهر نوفمبر من كل عام شهر زخات شهب الأسديات والتي تشتهر بكثرة عدد الشهب المشاهدة وذلك خلال الفترة من 13 إلى 20 نوفمبر 2008 موسيتمكن الراصدون من مشاهدة حوالي مائة وخمسين شهاباً في الساعة وذلك في وقت ذروة تساقط هذه الشهب التي تبدأ من الساعة العاشرة ليلة السبت 27/10/1429هـ الموافق 18/11/2008م، وحيث أن ضوء القمر لن يكون مؤثراً ذلك الوقت، فإن متابعة هذه الشهب ستكون مثيرة، حيث أن ضوء القمر يحول دون رؤية العديد من زخات الشهب في حال وجوده.
وحيث أن شروق كوكبة الأسد في الرياض يتأخر إلى حوالي الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل، فإن المشاهدين لن يتمكنوا من مشاهدة هذه الزخات إلا بعد إرتفاع كوكبة الأسد فوق الأفق أي حوالي الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل.
وشهب الاسديات ناتجة من مرور الارض وهي في دورانها حول الشمس بمسار مذنب ( سويفت تتل ) ، حيث تقطع الارض مسار المذنب وترتطم بها بقايا المذنب التي تفتت منه نتيجة حرارة الشمس والرياح الشمسية. وسميت هذه الشهب بالأسديات نتيجة رصدها في السماء وكأنها منطلقة من كوكبة الأسد.
وللمعلومية فإنه يوجد في الفضاء العديد من المواد والدقائق الترابية التي تسبح في الفضاء تسمى الأحجار النيزكية، وهي ناتجة إما عن تصادم كويكبات تناثرت أجزاؤها هنا وهناك، أو قد تكون بقايا لمذنب مر بالقرب من الشمس أو كوكب المشتري وفقد بعض أو كل أجزائه في الفضاء، أو قد تكون بقايا من نشوء المجموعة الشمسية، أو ارتطام جرم سماوي بأحد الكواكب أو الأقمار.
عند دخول الأحجار النيزكية إلى الغلاف الجوي للأرض فإنها تسمى شهبا، وينتج عنها ذيل محترق نتيجة احتكاك النيزك بجزيئات الغلاف الجوي للأرض.
وقد يطرأ سؤال وهو لماذا لا نرى الشهب في النهار؟ إن الشهب تصل إلى الأرض في جميع الأوقات، ولكن نظراً لقوة وشدة وهج الشمس فإنه يخفي أضواء الشهب ويمنع رؤيتها نهاراً، وأفضل الأوقات لرصد الشهب هو منتصف الليل.
ففي حركة الأرض حول الشمس تقابل الأرض النيازك فيكتسب النيزك بالإضافة إلى سرعته (تبلغ حوالي 42كم/ثانية) سرعة دوران الأرض حول الشمس (تبلغ حوالي30 كم/ثانية)، وبالتالي تكون سرعة الدخول للنيزك حوالي 72 كم/ثانية، بينما في الساعات الأولى من الليل فإن سرعة دخول النيزك إلى الأرض من جهة الغرب تكون أدنى قيمة لها وهي حوالي 12كم/ثانية. وعلى الرغم من رصد عدد من الشهب في كل ليلة، إلا أن علماء الفلك تمكنوا من تحديد الأوقات التي تمر فيها الأرض في مسارها حول الشمس بمسارات لمذنبات منتهية وتكون كمية هذه الشهب أكبر منها في أي وقت آخر وتعرف بزخات الشهب.
صرح بذلك الدكتور زكي بن عبدالرحمن المصطفى ، رئيس قسم الفلك بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
* تنبية بالنسبة للأخوة والأخوات الراغبين بتصوير تلك الشهب فإنها ستكون أكثر وضوح في منطقة رماح وستكون الشهب واضحه بإتجاه الشرق بعد منتصف الليل .